الثلاثاء، 4 فبراير 2014

نقل معلمات أم حجارة شطرنج




كان يوما عصيبا ذلك اليوم الذي وصل للمدرسة  كتاب نقل مجموعة من المعلمات - خمس معلمات - ومنهن اسمي وذلك خلال الفصل الثاني من العام الدراسي – قبل عشر سنوات -  ولا اعلم لم تولدت عندي قناعة تامة  بقرارة نفسي رفض تنفيذ النقل مهما كلفني الأمر  لأني لم أقدّم طلباً طوال عشر سنوات متواصلة من  انتظامي بهذه المدرسة


 لم نجد لتساؤلاتنا إجابات حول مبررات النقل  كل ما فهمناه إنه نقل فني وقرار وزاري وتنفيذه الزامي ( فني ووزاري والزامي ) ثلاثة نقاط جوهرية جعلتني أصرّ أكثر على رفض تنفيذ النقل وتواتر الخبر هنا وهناك وصار موضوع نقلنا حديث الساعة ليس في مدرستنا فحسب بل لبقية المدارس وبخاصة إن النقل يتطلب تبديل خمس معلمات بمعلمات خمس بين مدرستين وكأننا حجارة شطرنج  وهذا ما أثار حفيظتي لا بدّ إن بالأمر شيئا ما !!  لا نفهمه وطلبت مقابلة مدير المنطقة وبالفعل مرّ على مدرستنا وقابلته  لم يبدّ استعداداً بما فيه الكتابة للاستماع فطلبت منه إني سارفع كتاباً رسميا أطالب فيه بمعرفة مبررات النقل وأسبابه ودواعيه ولم هذه المجموعة من المعلمات دون غيرهن وهذا حقنا !!

 فما كان منه إلا أن طلب من مديرتي وأمامي برفع استجواب فيّ إن رفعت الكتاب وطلب من المديرة أمامي عدم إرساله شعرت رغم محاولته أن يبدو قوياً إلا أن هذا الموقف جعلني أتيقن تمام اليقين إن النقل يحمل بطياته أمراً ما نجهله  نحن لسنا حجارة شطرنج يتم تحريكنا كيف تشاء وقتما تشاء

 وتوالت الأحداث سراعا وصل النقل صبيحة يوم الثلاثاء ولا بدّ من أخذ كتاب الانفكاك  بعد انتهاء يوم خميس حاولت عدم توقيع الكتاب إلا إني اضطررت لذلك تحت الحاح مديرتي الفاضلة وخوفا على موقفها – تركت المدرسة دون وداع أحد سواء المعلمات أو الطالبات وكأنه عندي يقين لا بدّ عائدة إلى مكان عملي

يا الله هل أحلم ؟؟!! أبداً والله لقد جاء كتاب  وزاري بوقف تنفيذ نقل المعلمات لأنه  لا موجب ولا مبرر للنقل بهذه الفترة من العام الدراسي حرصاً على مصلحة العملية الدراسية والتعليمية وبخاصة إننا معلمات ثانوية عامة

أمّا كيف وصل الموضوع هذا لوزارة التربية فقد كان مقالاً أرسلته لكاتب في صحيفة الدستور أخبره بمجريات الأمر اتصلت به بالتلفون عرفت رقمه من دليل الهاتف ولاختصار الموضوع طلب مني كتابة تفاصيل الموضوع  وإرساله له ولاختصار الوقت كذلك سلمته له باليد يوم السبت ووعد بنشره طلبت منه طلبا|ًواحداً أن ينزل الموضوع في عدد يوم الأحد اليوم التالي وفال بان مقال يوم الأحد وصل للجريدة ولا بدّ أن يكون قد صدر لكني وضحت له إن الوقت والتوقيت مهم جدا

قررت عدم دوام يوم الأحد والتفكير بالإجراءات القانونية لإمكانية رفض النقل وعدم تنفيذه وفي هذه الأثناء اتصلت معي مديرة المدرسة وقالت إن موضوعك نزل بالجريدة وباسمك وبكل التفاصيل يبدو إنه تعامل مع الموضوع بكل مهنية وأخلاق صحفية عالية

لا أخفيكم أمراً توترت وخفت من عواقب هذا التصرف مع إني وضعت نفسي لحظتها بين خيارين لا ثالث لهما حسب معرفتي وفهمي للأمور إما عودتي لمدرستي القديمة أو الزامي بالنقل لمدرستي الجديدة وفي كلتا الحالتين لن أخسر شيئا ولا بدّ من المحاولة والحق أحق أن يتبّع

كان دوامنا مسائيا في مدرستي القديمة وصباحيا في مدرستي الحديثة وبما إّني قررت الغياب بقيت بالمنزل وإذ يصلني هاتف آخر خلال ساعة تخبرني به مديرة المدرسة بأن قرار النقل باطل وغير قانوني وغير إلزامي وانه بقرار من مدير التربية وبمكالمة هاتفية من وزير التربية ألغى النقل تماما لجميع المعلمات  دون استثناء

عدت للمدرسة بدوامي المعتاد وسط فرحة غامرة من الجميع لقد شعرنا بنشوة الانتصار وقد وزّعت الحلوى على جميع المعلمات فرحا بعودتنا وقد كنت الوحيدة التي داومت بالمدرسة لان بقية المعلمات لم يتمكنّ من العودة إلا بعد انتهاء دوامهن الكامل وصل مدير التربية مع مجموعة من المشرفين للمدرسة في اليوم التالي وأراد مقابلتي فأخبرته المديرة إني بالحصة الصفيّة تداركت الوضع وشعرت بأنه لا ضرورة من اللقاء وخير ما فعلت
هل المعلمات حجارة شطرنج يتم تحريكهن ضمن أصول اللعبة ؟؟  


انتصار عادل الخطيب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق