السبت، 1 مارس 2014

المعلّمة طالبة مجّدة مجتهدة



لم أكن إلا حديثة العهد بالتخرج عندما عُينت معلمة في دولة الإمارات المتحدة وقد تخرجت لغة عربية تخصصاً أكاديمياً وليس تربوياً وقد كنت متهيبة من الحصة الأولى والدرس الأول في مدرسة جمانة بنت أبي طالب في إحدى  مدارس خورفكان التابعة لمنطقة الشارقة  التعليمية لم يسعفني كتاب الأديب محمد أمين الحصة الأولى بل زاد توتري !!

لمحتني إحدى المعلمات المرافقات لي بالسكن وهي أوفر مني خبرة بكثير حيث إنها مبتعثة إعارة من مصر وهي للعلم معلمة لغة عربية


قالت لي مباشرة ودون مقدمات يا بنتي المعلمة تلميذة مجتهدة  لم أفهم بالبداية ماذا تقصد ؟؟  لكني خزنت الجملة بفكري وبدأت أحللها  لم أشأ أن أسترسل بالسؤال  لكنها استرسلت بالتوضيح يبدو انها رأفت بحالي وفهمت وضعي وموقفي

نحن  يا بنتي مررنا بما تعانين ؟؟ وكيف عرفت ما أعاني  ؟؟!! يبدو من طريقة فرد الكتب والدفاتر والأوراق والأقلام  على المكتب وأكيد لمحت تجهّم وجهي واضطراب خفقات قلبي

كنت أحضر لدرسي الأول  كيف سأبدأ الحصة  ؟؟ وأدير الصف وأعطي المعلومات ؟؟ وهل سأنجح  ؟؟وهل ستفهم الطالبات الدرس ؟ كيف سأدير الحصة ؟ وكيف وكيف وكيف ؟؟

لكن تلك الإنسانة اختصرت عليّ مسافات ومسافات وبددت الغمّة وكنت تلك الطالبة المجّدة  المجتهدة على امتداد مسيرتي التعليمية لأكثر من خمسة وعشرين عاماً  ولعل ذلك ما يفسّر نجاحي وحبي لعملي

كنت تلك الطالبة المجدّة المجتهدة تحضر درسها  كاملا وتحضيراً وافيا ً ابتداء من العنوان و مروراً على تفاصيل الدرس وحيثياته وانتهاء بالاطلاع على الأسئلة والإجابة عنها ضمن معطيات الدرس وأثناء الشرح حتى عندما تمر الطالبة على السؤال تجده وقد تمت إجابته  مسبقا تدرك بأنها فهمت الدرس وحتى وإن جال ببال الطالبة طرح سؤال خارجي فالطالبة المجدّة  - المعلمة - أعدت العدّة لهذا الطارئ لأنها اعتمدت على مراجع ومصادر خارجية توضيحية وقد حضرت الدرس تحضيراً وافياً

لله درك ّ ست رجاء الله أعلم بدربك وبأرضك الآن  -- جزاك الله عني كل خير والخير موصول لك من طالباتي وكل من سيتبّع نصيحتك هذه من المعلمات الخريجات حديثاً  والحال ينطبق على المعلمين كذلك

اسألوا إنسانة مجربة كوني أيتها المعلمة أيها المعلم تلك الطالبة المجدّة  المجتهدة وذلك الطالب المجّد المجتهد


انتصار عادل الخطيب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق