الجمعة، 31 يناير 2014

لست بك معجبة بل أشدّ الناس إعجابا




قد لا أكون بك أبي معجبة بل من أكثر الفتيات إعجابا بوالدها !! 

نعم أبي ابنتك انتصار من أشد الناس إعجابا بوالدها كيف لا !!؟؟ وأنت نموذج النموذج للأب الحاني .. للأب الرؤوف للأب الحنون للأب المخلص للأب الوفي للأب المجدّ  للأب المثابر للأب المتواضع للأب الذكي للأب المتعلم للأب الحكيم كل هذا وأكثر يا أبي

لست النموذج للأبوة بمعناها التلقائي ولكنك نموذج للأبوة بمعناها الحقيقي ..
لن أرثيك يا أبي بكلمات الدموع والآهات والحسرة لأنك ما غبت ولن تغيب عنّا  ...وها هي الذكرى الرابعة تطلّ علينا هذا اليوم بوفاتك وفراقك عنّا
لكن ذكراك باقية خالدة ذهب الجسد وبقي الجوهر .. هذه رسالتك الخالدة باقية حية يا والدي بقلوبنا وعقولنا 

فالحمد لله الذي وهبني ما أكرس من أجله بقية عمري ... علمتنا يا والدي معنى الانتماء .. معنى العطاء .. معنى البذل .. معنى الإيثار .. معنى التضحية ... كنت رمزا لكل معنى له قيمة الوجود .. كنت ذلك الابن البار بوالديه .. كل نبضة من قلبك تقول أحبك يا أبي .. أحبك يا أمي كنت ذلك الطفل الصغير الذي لا يكاد يشعر بكيانه إلا بوجود والديه في حياته .. فما نسيتهما ولا ذهبا من بالك أحياء أو أموات أحببت أهلك وأخواتك وأسرتك الصغيرة زوجتك رفيقة دربك وأم أولادك وملاذك الآمن وأبناؤك من ربيتهم وافتخرت بهم فكانوا ذخرك وأثرك الصالح الطيّب من بعدك

أحببت وطنك أرضك بلدتك الصعيرة رنتيس موطن الآباء والأجداد مكان ولادتك  وأرض طفولتك وذكريات صباك من يعرفك  يا أبي يعرف إنك رنتيسيّ الأصل والنسب والهوى والوطن

كنت متدفق المشاعر .. مرهف الإحساس , غزير العطاء ... لا تكل ولا تمل ... لا تشكو ولا تتألم ... لم تذم , لم تحقد , لم تكره , لم ...لم .
دوما تذكر الناس بالخير .. إذا أردت أن تحذرنا من شخص ما !!! نكتف بسماع كلمة واحدة ونحن نفهم الباقي !!... هكذا علمتنا .. علمتنا أن نفهم عليك من نظرتك قبل كلامك .. نظرتك الموجهة ... لم نكن نحبك أبي بل كل الحب وجد من أجلك وما استحقه أحد غيرك ولا مثلك !!
كل معاني الأبوة أبي اجتمعت بك ... أنت رمز ..أنت الذي تعطي للكلمة معناها نعم كنا نحبك ونهابك ونحترمك ونجل ونقدر فضلك

نظرتك ثاقبة .. رأيك سليم .. لم تغرك الدنيا ..لم تستثمر فيها إلا ما خلفته في نفوس أبنائك من حب لكل فضيلة ..
هذا هو رصيدك الذي خلفته وهذا هو عملك الذي تركته صدقة من بعدك !!!...
لن نبكيك ..ولن نرثيك ..لأن لمثلك من يستحق أن نرفع له هاماتنا عالية .. تقديرا وفخرا
قال الرسول عليه الصلاة والسلام " اذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له "
صدقتك الجارية أنت أجريتها في حياتك ..
تركته في نفوس طلابك حيث كان لك ما يميزك برسالتك التربوية الخالدة التي ما زال طلابك يشيدون بها وهم يتقلدون أعلى المناصب والمراتب
 علمك تركته في نفوس أبنائك وبناتك وأحفادك .. أحفادك الذين ينهلون من معين فكرك ومن رجاحة عقلك فقد كنت غزير العلم درست مادة الرياضيات لسنوات عمرك .. درست طلاب العلم وخرجت رجالات الوطن ..

أبي أحفادك الشباب ها هم  تخرجوا من الجامعات  ليكملوا المسيرة .. هم على الوعد كما كانوا معك وها هم على الوعد من بعدك
 ...
أبي لك منا جميعا عهد الوفاء أن نسير على نهجك ونبقى على ذكرك
فأنت لست ممن يستحق الإعجاب بل أشدّ الإعجاب وأعمقه وأصدقه 


انتصار عادل الخطيب

هناك 5 تعليقات:

  1. الله يحماك ويوفقك..اللي خلف ما مات..

    ردحذف
  2. بوركت أختنا إنتصار على طرحك الطيب
    ونسأل الله عز وجل أن يرحم الوالد وأن يجمعك به في الفردوس الأعلى إنه سميع قريب مجيب
    تحياتنا واحترامنا وتقديرنا لك

    ردحذف
  3. الله يرحمه رحمه واسعة أخت إنتصار قلم مميز وحب وعطاء وعاطفة جياشة من أرق الناس .الله يجمعك بالوالدين في دار الخلود ويجمعنا بك في المتحابيين بالله

    ردحذف
  4. الله الله اختي انتصار بوركت تلك الغراس الندية التي تجعل كل شئ جميل بحياتنا نديا .... رحمك الله والدي وجمعنا معك واحبائك بجنات النعيم

    ردحذف