السبت، 25 يناير 2014

بوح مع فنجان قهوة




تعودت إعداد فنجان قهوة الصباح لوالديّ منذ صغري يشرباه سويا ثم ينطلق والدي- رحمه الله – لعمله ووالدتي لشؤون بيتها وكنت أتذوقها معهما حتى راق لي طعمها فأصبحت أختلس ما بقي من القهوة - وكنت صغيرة آنذاك - بفنجان خاص إلى أن استأذنتهما مشاركتهما قهوة الصباح ولم أجد مانعا منهما وكانت البداية 

وها أنا وبعد هذا العمر أسجل بعض المواقف والذكريات التي ارتبطت بفنجان القهوة فمنها ما ترك أثرا طيبا ومنا ما ترك أثرا مرا مريرا وللأسف وهذا حال الدنيا 

تعددت المشارب والتذوق واحد – أحبها سادة دون سكر – أشربها صباحا ومساء ومع من يشرفونا من ضيوفنا الكرام قهوة أهلا وسهلا – أشربها مع من يشرفني لقاؤهم في بيوتهم – كنت أتلقى الدعوات والدعوات لشرب القهوة وكنت أقطع المسافات والمسافات لذلك قد لا يكون فنجان القهوة مقصودا لذاته ولكنها الرفقة الطيبة والصحبة الصالحة وأحاديث المناسبات المتنوعة – 

القهوة مشروبي المفضل الذي لا يعلا عليه حتى أن بعض الحلويات التي أتقنها ارتبطت بفنجان القهوة السادة مثل العجوة بالمكسرات -- وأحب القهوة مع الشكولاتة بأنواعها 

أحب تسوق القهوة من أماكن معينة – تستوقفني أرفف القهوة في المحلات والمولات الكبيرة – تذوقتها بالنكهات لكني أفضلها سادة – شربتها قهوة خليجية سعودية يمنية كويتيه إماراتية – إلا إني أفضلها وأحبها قهوة سادة بالهيل 

كنت عندما أشد الرحال إلى مكان بعيد أستيقظ مبكرة لإعداد القهوة السادة وأحملها معي 
دائما أشكال وأنواع الدلال متوفرة عندي حتى إني أحب إهدائها للمقربات من صديقاتي وهن كذلك أصبحنا نتبادل الهدايا بفناجين القهوة ودلالها وصوانيها ومستلزماتها 

لا أنسى إنه أثناء مرحلة تصحيح أوراق الثانوية العامة استأذنت رئيس القاعة بأن أشرب فنجان القهوة بعيدا عن الأوراق خوفا مما لا تحمد عقباه لا سمح وتسكب القهوة عفوا على الأوراق  

لا أنسى مرة إنني شربت فنجان قهوة الصباح في البيت قبل خروجي للعمل – وأردت أن أنظف الفنجان وأضعه على المجلى نظيفا إلا أن الحنفية سكبت الماء بقوة على الفنجان بشكل مفاجئ فاتسخت ملابسي واضطررت لتغييرها بسرعة وتأخرت يومها عن العمل قليلا مضطرة – 

أما الموقف الذي لا أكاد أنساه هو فنجان قهوة شربته من مديرتي مديرة مدرسة القويسمة الثانوية  حيث راق أن تعمل لي فنجان القهوة عندما قلت لها –لم أتمكن من شرب قهوة الصباح اليوم في البيت – فهالني فنجان القهوة الذي وجدته أمامي وقتها في مكتبها في الإدارة المدرسية وقد بدأ الطابور فخفت وحاولت شربه سريعا خوفا من أية مساءلة قانونية فيما لو حضر إشراف تربوي في ذلك الوقت على عادتهم في القيام بواجباتهم – فقالت اشربيه على راحتك !!! فو الله لو جاءني إشراف لأقول لهم إني في هذا الوقت أقوم أيضا بواجبي الذي يحتم علي ذلك لتبدأ معلمتي يومها عطاء بعطاء – ومعلماتي يقدرن الموقف ومساعداتي ينبن عني في هذا الوقت –
الحمد لله إنها تقاعدت وإنا كذلك وإلا لما قلت هذا الموقف خوفا من المساءلة بأثر رجعي – فلتنا من العقوبة لأنهم يتعاملون بنص القانون وليس بروحه



انتصار عادل الخطيب

هناك تعليق واحد: