قلت سابقا أن هناك بعض الذكريات مرة مريرة ترتبط بأذهاننا مع فنجان
القهوة قد تكون أكثرها قسوة عندما تفارق من كان يرافقك شربها لا بل من عودك شربها
– ذلك هو أبي صديقي ورفيقي – كان يسبقني معظم الأحيان لإعداد فنجان قهوة الصباح عادة
يستيقظ قبلي متعمدا ويعدها ويقول لي و بالحرف الواحد (يابا قهوتك جاهزة )—يشربها
وأشربها على عجل فيتوكل
كل منا إلى عمله .
كل منا إلى عمله .
بعد عودتنا أعدها أنا أبقي له فنجانه عندما يعود من عمله يجده جاهزا
فيتناوله باردا مع سيجارته ريثما نجهز طعام الغداء ثم يأخذ قيلولته المعتادة
أما قهوة ما بين العصر
والمغرب مع والدي هي التي لها طقوس خاصة نتجاذب سويا أطراف الحديث – جلستنا هنية
وقهوتنا لذيذة معك يا والدي رحمك الله ويشربها معنا أخي أمجد الذي تعلم أيضا
إعدادها – وإن كان لا يتقنها تماما – إلا إنها من يدية ولا أطيب
وللقهوة والذكريات لي موقف مع
أختي -- أزهار أم أنس --الله يرحمها حيث كنا ذات مرة في مركز في جبل عمان ونحن
بغرفة الانتظار راق لنا طلب فنجانين من القهوة – وكان لنا ما أردنا – حاسبنا مبلغ
دينارين على الفنجانين وكان سعر وقية القهوة إذ ذاك دينار – فبعد أن شربنا القهوة
نظرنا سويا لبعضنا ولسان حالنا يقول لو اشترينا بالدينارين وقيتين من القهوة لظلت
عندنا شهرين – على سبيل المداعبة –
واتفقنا أنا وإياها نحسب وقية القهوة كم فنجان قهوة تعمل لنحسب لهم مرابحهم ؟؟!!!
على العموم المبلغ مقدور عليه وشربنا وانبسطنا وتبقى أجمل الذكريات
معك أختي – الله يرحمك - قهوتنا والدي وأختي وأخي نشربها معكم في الجنان يا رب –
نشربها في جنات النعيم يا رب العالمين – الله أعلم بطعمها وبوصفها أكيد قهوة ولا
ألذ قهوة ولا أشهى
كل شئ نصيب حتى شرب فنجان القهوة لا أكاد أنسى حادثة طريفة حصلت معنا أثناء عودتنا من رحلة مدرسية خاصة مع مجموعة خيرة من معلمات القويسمة – ونحن بالاستراحة الأخيرة أثناء عودتنا وتوجهنا لعمان تطوعت لشراء القهوة لكل المجموعة ووزعناها على الطاولات وأثناء هذا الوقت احتاجت ابنة أخي إلى دورة المياه أخذتها و عدت بسرعة لأبحث عن فنجاني وإذ به قد شربته إحدى الأخوات ظنا منها بانه زيادة علما بانها لا تشرب القهوة ولا تحبها إطلاقا –توجهنا إلى الباص بعدها على عجل لضيق الوقت ولم أتمكن من طلب فنجان من القهوة – تعالت الضحكات بالباص وقضينا وقتا ممتعا وقد أضفى هذا الموقف جوا جميلا مريحا على الرحلة أجمل مما لو شربت فنجان القهوة لكن كل شئ نصيب – و صحتين وعافية
أما الموقف الذي أثار حفيظتي وأغضبني حقا هو ما حصل من إحدى الزميلات التي بادرتها بطلب فنجان من القهوة منها خلال نشاط شاركنا به سوياً – شعرت بصداع من طول وقت النشاط وتعدد فقراته وتوقعت بأن فنجان القهوة كفيل بالتخفيف من حدته وألمه
وكانت المفاجأة بأن القهوة أعدت وشربت ولم يكن
لنا بالطيب نصيب -- تمالكت نفسي وكظمت غيضي -- وزاد ألم الصداع وضاقت علي الدنيا
بما رحبت – رجعت البيت متحسرة على نفسي – وندمت أشد الندم – لم طلبت منها فنجان
القهوة وهي بهذا القدر من التجاهل والتساهل ؟؟!! لم وضعت نفسي بهذا الموقف ؟؟!!
لم يلاحظ أحد طبعا سوى نفسي
ونفسي – نفسي التي طلبت ونفسي التي ندمت – زاد ألم الصداع وتمنيت الوقت يمر بلحظ
البصر – أريد العودة للبيت حيث الراحة والأمان حيث النعيم والاطمئنان – يقولون عني
حساسة نعم حساسة عندما يتعلق الأمر بمثل هذه المواقف – ما أصعب الحاجة للناس ؟؟!!!!!
تعلمت درسا أبدا لا تتوقع من أحد شيئا – على العكس تماما توقع عكسه
لأنه لو حصل العكس لكان الموقف أجمل وألطف
انتصار عادل الخطيب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق